بمليارات الدولارات.. اتفاق صحي أمريكي نيجيري في مواجهة العنف الطائفي
بمليارات الدولارات.. اتفاق صحي أمريكي نيجيري في مواجهة العنف الطائفي
أعلنت الولايات المتحدة عن إبرام مذكرة تفاهم مع جمهورية نيجيريا الاتحادية لتعزيز النظام الصحي في البلاد، في خطوة تعكس تحسناً في العلاقات الثنائية بين البلدين، ويستمر الاتفاق لمدة خمس سنوات ويركز على دعم مقدمي الرعاية الصحية من المسيحيين في نيجيريا، في ظل مخاوف متزايدة من العنف الطائفي والاضطرابات التي تستهدف هذه الفئة.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان لها السبت، إن الولايات المتحدة ستخصص نحو 2,1 مليار دولار لتطوير خدمات الوقاية من الأمراض المعدية مثل فيروس نقص المناعة البشرية والسل والملاريا، بالإضافة إلى تعزيز صحة الأم والطفل ومكافحة شلل الأطفال، وفي المقابل، تعهدت الحكومة النيجيرية بزيادة إنفاقها على قطاع الصحة بمقدار 3 مليارات دولار، بما يعكس التزاماً مزدوجاً بتحسين الخدمات الصحية في البلاد.
الجانب الإنساني وحماية المسيحيين
جاء الإعلان عن الاتفاق في وقت أدان فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استمرار قتل المسيحيين في نيجيريا، واصفاً هذا العنف بأنه "تهديد وجودي" للفئة المسيحية في الدولة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في إفريقيا، وأعادت الولايات المتحدة إدراج نيجيريا ضمن قائمة الدول التي تثير قلقاً خاصاً بشأن الحرية الدينية، كما أعلنت عن تقييد إصدار التأشيرات للنيجيريين المرتبطين بما تعتبره واشنطن "مجازر بحق المسيحيين".
وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن مذكرة التفاهم تم التفاوض عليها في إطار الإصلاحات التي نفذتها الحكومة النيجيرية لإعطاء الأولوية لحماية المسيحيين من العنف، بما يشمل الدعم المباشر للعاملين في قطاع الصحة الذين يقدمون خدماتهم للمجتمعات المسيحية المتضررة.
الصراعات الطائفية في نيجيريا
تتسم نيجيريا بتقسيم ديني تقريباً متساوٍ بين الجنوب ذي الغالبية المسيحية والشمال ذي الغالبية المسلمة، وتشهد البلاد صراعات متكررة بين الجماعات المسلحة والمجتمعات المحلية، والتي تتسبب في سقوط قتلى وجرحى من كلا الطرفين، لكن المسيحيين غالباً ما يكونون أكثر عرضة للهجمات المسلحة في المناطق المتأثرة بالعنف الطائفي.
ويقول خبراء إن الاستهداف المباشر للفئات الدينية يفاقم أزمة الخدمات الأساسية ويزيد من صعوبة وصول الرعاية الصحية إلى المناطق النائية، وهو ما يجعل الاتفاق الأمريكي النيجيري بمنزلة دعم حيوي لمواجهة الأزمات الإنسانية والصحية.
نيجيريا هي الدولة الأكثر سكاناً في إفريقيا، حيث يقدر عدد سكانها بنحو 225 مليون نسمة، وتواجه تحديات ضخمة في مجال الصحة العامة بسبب كثافة السكان وانتشار الأمراض المعدية، إلى جانب الصراعات الطائفية والعنف المسلح، وقد أدت هذه العوامل إلى ارتفاع معدلات الوفيات بين الأطفال والأمهات، ونقص الخدمات الصحية الأساسية في المناطق الريفية والحضرية على حد سواء.
وتسعى الولايات المتحدة من خلال هذا الاتفاق إلى تعزيز القدرات الصحية النيجيرية، وتحسين حماية المسيحيين في مناطق النزاع، وتقديم نموذج تعاون دولي يستند إلى الدعم المالي المباشر والتنسيق الحكومي الثنائي، كما يمثل الاتفاق جزءاً من جهود واشنطن الأوسع لضمان حرية الدين وحماية الأقليات في البلدان التي تواجه تحديات أمنية واجتماعية معقدة.











